أحلام شركات الفضاء الجديد.. هل تنجح في استخراج المعادن من الكوكيبات؟
تم تحديثه الأربعاء 2024/12/4 11:23 م بتوقيت أبوظبي
عادت شركات تكنولوجيا فضاء أمريكية إلى حلم قديم بقدرة الإنسان على استخراج المعادن من النيازك والهياكل الموجودة في الفضاء.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، فإن هذه الشركات يطلق عليها شركات “الفضاء الجديد” وتقع غالبيتها في لوس أنجلوس، ويساهم كل منها في تحقيق جزء من هذا الحلم على أمل اكتماله.
ومن بين هذه الشركات شركة سبين لانش، في مدينة لونج بيتش، التي تعتمد في تشغيلها لعمليات الإطلاق على “محرك يدور داخل غرفة” بدلاً من صاروخ. فبعد ساعة من التسارع البطيء على الأرض، يتم إطلاق المقذوف من الغرفة إلى الفضاء بسرعة 2.2 كيلومتر في الثانية. وعندما يكون على ارتفاع حوالي 62 كيلومترًا، يشتعل محرك صغير لحمله بقية الطريق إلى المدار.
والحمولات التي يبلغ وزنها 200 كيلوغرام والتي ستحملها شركة سبين لانش تعد ضئيلة بالفعل مقارنة بتلك التي أطلقتها شركة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، التي تستطيع صواريخها فالكون 9 أن تحمل ما يقرب من 23 طنًا.
وتصنع شركة أخرى هي “روكيت لاب”، التابعة لسبين لانش، مركبات الإطلاق “إلكترون” التي لا تحمل سوى حمولات أكبر قليلاً – 320 كيلوغرامًا. أما روكيت لاب، فهي الشركة الوحيدة في مجال الفضاء الجديد حتى الآن، باستثناء سبيس إكس، التي تجني المال من إطلاق الأشياء إلى المدار.
من التعدين الي التصنيع والتخزين
وشركات الفضاء الجديد تسعى لتحقيق خيالات الأيام الأولى البطولية لعصر الفضاء إلى حقيقة. ومن تعدين الكويكبات الى محطات الفضاء الخاصة إلى عربات القمر إلى استكشاف المريخ، كلها أهداف تشملها طموحاتهم، إلى جانب الأعمال لبناء وصيانة الأقمار الصناعية.
وتقع شركة أستروفورج في هنتنغتون بيتش ــ حيث تم تجميع المراحل الثلاثة من صواريخ ساترن 5 مون التي يتم تطويرها بهدف استخراج البلاتين وخمسة معادن ثمينة ذات صلة (الإيريديوم والبلاديوم والروثينيوم والروديوم والأوزميوم) من الكويكبات.
ومعظم الكويكبات عبارة عن أجسام صخرية لا تثير اهتمام عمال المناجم. ومع ذلك، كان بعضها ذات يوم أجزاء من نوى الكواكب التي تحطمت بسبب الاصطدامات.
وتتكون هذه الأجسام في الغالب من سبائك الحديد والنيكل. لكنها تحتوي أيضا على كميات مفيدة من عناصر مجموعة البلاتين الستة. واستخراجها فكرة قديمة، ويعتقد مات جياليتش وخوسيه أكين، مؤسسا أستروفورج، أنهما يستطيعان تحقيق ذلك.
هذه الشركات تعمل بالفعل على تتبع الأهداف المناسبة، وقد أطلقت مهمة لاختبار التكنولوجيا في الفضاء. وتتلخص الخطة في إنزال مجسات آلية على محجرها، وتبخير السبائك بتطبيق حرارة شديدة عليها، ثم ضخ البخار عبر مغناطيس لتصفية ذرات مجموعة البلاتين غير المغناطيسية من ذرات الحديد والنيكل المغناطيسية.
وبعد ذلك، ستعود المجسات إلى الأرض محملة بكميات متواضعة من السبائك (تبلغ قيمتها نحو 60 مليون دولار أمريكي لكل مهمة، بالأسعار الحالية) والتي ستجعل المساهمين أثرياء رغم ذلك.
التصنيع في ظل انعدام الجاذبية
وهناك حلم آخر يجري إحياؤه وهو التصنيع في ظل انعدام الجاذبية، استناداً إلى حقيقة مفادها أن بعض المواد تتصلب بشكل مختلف في المدار عن الطريقة التي تتصلب بها على الأرض.
ويدير جيسون دون شركة “أوت بوست سبيس”، وهي شركة مقرها في سانتا مونيكا وهي مهتمة بتحقيق هذا الحلم.
وتعمل الشركة علي تطوير جهاز يمكنه نقل مصنع روبوت إلى الفضاء وإعادته إلى الأرض باستخدام درع حراري قابل للطي وطائرة شراعية. سيكون هذا المصنع قادرًا على تحويل حمولة خمسة أطنان إلى ألياف.
وتمتد الأحلام إلى صناعة الأدوية. حيث إن ويل بروي المؤسس لشركة فاردا سبيس E، في عام 2021، خطط في شركته لتحسين بعض الأدوية عن طريق تبلور مكوناتها في المدار، بحيث تتمتع بأفضل الخصائص الدوائية.
وفي عام 2023، باستخدام مركبة صممتها شركة روكيت لاب، نجحت شركة فاردا في اختبار الحيلة باستخدام عقار ريتونافير، وهو عقار مضاد لفيروس نقص المناعة البشرية. وتخطط الشركة لإطلاق مركبة أخرى العام المقبل.
من ناحية أخرى، لا يقتصر الأمر على التصنيع، لكنه يمتد للتخزين اللوجيستي. وتوجد مركبة تدعى كاريال قادرة على القيام بأكثر من مجرد حمل أدوات التصنيع. والحمولة القصوى لهذه المركبة تبلغ عشرة أطنان.
وهذا يشكل أهمية خاصة للقوات المسلحة، لأنها قد تسمح لها بتخزين قطع من المعدات في المدار إلى أن يأتي الأمر بتسليمها إلى جزء من العالم. وتدفع القوات الجوية الأمريكية تكاليف أول أربع عمليات إطلاق لنسخة اختبارية أصغر حجماً، وهي مركبة فيريال.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDoxMToxNzU4OjA6MzhjNTphNzEzOjEg
جزيرة ام اند امز
IN