عمره 2,7 مليون سنة..”نجم” يشكك في خطورة الثقب الأسود بدرب التبانة

19 ديسمبر 2024 - 9:38 ص

اكتشف فريق من الباحثين أقرب نجم ثنائي يُرصد على الإطلاق حول الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز المجرة التي ينتمي إليها كوكب الأرض، ما يشير إلى أن هذا الثقب ليس مدمرًا بقدر ما كان يُعتقد.

وأنظمة النجوم الثنائية المؤلفة من نجمين يدور أحدهما حول الآخر شائعة جدًا في الكون، وتشكل 50% من النجوم في مجرة درب التبانة.

لكن في مركز مجرة درب التبانة، حيث يقع الثقب الأسود الهائل “ساجيتاريوس ايه”، لا يتجاوز عدد هذه النجوم الثنائية عدد “أصابع اليد الواحدة”.
إذ رُصدت حتى الآن في هذا الموقع 5 أنظمة مزدوجة فحسب، وفقما شرحت عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة كولونيا الألمانية إيما بوردييه التي شاركت في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”.

أكثر المناطق تطرفًا

واضافت الباحثة أن هذه المنطقة تُعد واحدة من أكثر المناطق تطرفًا في درب التبانة، إذ إن تأثير الجاذبية الضخم للثقب الأسود الهائل يؤدي إلى مدارات نجمية شديدة الانحراف وعالية السرعة، بالإضافة إلى قوى مد وجزر من شأنها تعطيل الأنظمة الثنائية المحتمل وجودها وتدميرها.

ويُظهر اكتشاف النجم الثنائي أن الثقوب السوداء بهذا الحجم ليست مدمرة بقدر ما كان يُعتقد، وفقما نقله بيان للمرصد الجنوبي الأوروبي عن المُعد الرئيسي للدراسة فلوريان بيسكر بجامعة كولونيا.

ويقع هذا النظام المزدوج المسمى “دي 9” في مجموعة كثيفة من النجوم والأجسام الأخرى التي تدور حول “ساجيتاريوس ايه”، وتسمى “الكتلة إس”.
وخلال أقرب مرور له، كان على بعد 0,12 سنة ضوئية فقط من الثقب الأسود، وبالمقارنة، فإن “بروكسيما سنتوري” أقرب نجم إلى الشمس، تفوق بأربعين مرة المسافة الفاصلة بين النجم “دي 9″ و”ساجيتاريوس ايه”.

واشار المعد المشارك للدراسة الباحث في جامعة ماساريك (جمهورية التشيك) وجامعة كولونيا ميشال زاجاتشيك إلى أن نظام “دي 9″ يُظهر علامات واضحة على وجود الغاز والغبار بالقرب من النجوم، ما يشير إلى أن من الممكن أن يكون نظامًا نجميًا صغيرًا جدًا تشكل بالقرب من الثقب الأسود الهائل”.

قوة جاذبية الثقب الأسود

رجح فريق الباحثين أن يكون عمر “دي 9” 2,7 مليون سنة فحسب، وأن تؤدي قوة جاذبية الثقب الأسود إلى اندماجه في نجم واحد خلال مليون سنة فقط.

والحداثة النسبية لعمر النجم تجعله فريدًا من نوعه إلى حد ما، في حين أن الأنظمة المزدوجة الخمسة الأخرى المكتشفة حتى الآن هي نجوم ضخمة جدًا، وأكثر تطورًا.

ويعتقد العلماء أن الظروف القاسية بالقرب من الثقب الأسود تمنع النجوم الجديدة من التشكل، وأن النجوم الموجودة هناك تشكلت في مناطق أكثر ملاءمة قبل أن تهاجر خلال حياتها إلى مركز المجرة.

إلا أن اكتشاف نجم ثنائي حديث العمر يُظهر مجددًا أن كل شيء ممكن حول ثقب أسود هائل.