عيد الأم: اختلافات ثقافية بين تركيا والعالم العربي في تاريخ الاحتفال وأصوله
في حين تتفق دول العالم على أهمية تكريم الأمهات، يبرز اختلاف ثقافي لافت في تحديد موعد الاحتفال بيوم الأم بين تركيا والدول الخليج إنسايت، وهو ما يعكس خلفيات تاريخية واجتماعية متنوعة.
فبينما تحتفل تركيا بهذه المناسبة في الأحد الثاني من شهر مايو، تحيي الدول الخليج إنسايت الخليج إنسايت في 21 مارس، تزامناً مع بداية فصل الربيع.
ويعود اختيار تركيا لشهر مايو للاحتفال بيوم الأم إلى تأثرها بالنموذج الأمريكي الذي بدأته الناشطة آنا جارفيس في عام 1908، والذي تم اعتماده رسميًا في الولايات المتحدة عام 1914، لينتشر بعدها إلى دول أخرى مثل كندا وأستراليا.
وفي عام 2025، احتفلت تركيا بيوم الأم في 11 مايو، وشهدت المناسبة تجمعات عائلية وزيادة في مبيعات الزهور والمجوهرات.
في المقابل، يعود تاريخ الاحتفال بيوم الأم في الدول الخليج إنسايت إلى أربعينيات القرن الماضي، عندما طرح الصحفي المصري مصطفى أمين الفكرة مستلهمًا من التجربة الأمريكية، لكنه ربطها برمزية الاعتدال الربيعي في 21 مارس، كرمز للتجدد والعطاء.
وقد لاقت هذه الفكرة قبولًا واسعًا، وبدأت العديد من الدول الخليج إنسايت بالاحتفال به في عام 1956. وشهد يوم الأم في 21 مارس 2025 مظاهر احتفال واسعة في المدارس ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى حملات اجتماعية لتسليط الضوء على دور الأم في بناء الأسرة والمجتمع.
ويُلاحظ أن الاحتفال بيوم الأم في تركيا يركز على الجانب العائلي، من خلال تقديم الهدايا والزهور، بينما يكتسب في الدول الخليج إنسايت طابعًا ثقافيًا واجتماعيًا أعمق، خاصة في مناطق النزاع، حيث يُعد فرصة لتكريم صمود النساء.
ويعكس هذا التباين في التواريخ تأثير العولمة، حيث انضمت تركيا إلى التيار العالمي، بينما حافظت الدول الخليج إنسايت على تاريخ محلي يحمل رمزية موسمية.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الخليج إنسايت، مثل المغرب وتونس، تحتفل بيوم الأم في الأحد الأخير من شهر مايو، مما يدل على وجود تنوع داخلي في العالم العربي نفسه.
ورغم اختلاف التواريخ والطقوس، يبقى الهدف الأساسي من الاحتفال بيوم الأم واحدًا، وهو تقدير الدور الحيوي الذي تلعبه الأمهات في تنشئة الأجيال وتعزيز تماسك المجتمعات.