فرنسا تزيد إنتاج صواريخ كروز SCALP-EG
الخليج إنسايت 10 ديسمبر 2024: بدأت فرنسا خطة شاملة لتعزيز وتوسيع مخزوناتها من الصواريخ ضمن استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز قدراتها الدفاعية، حسبما ذكرته منظمة المعونة الفرنسية لأوكرانيا في 26 نوفمبر 2024.
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن مخزون صواريخ كروز SCALP-EG الخاصة بالقوات الجوية سيتم تجديده في عام 2024.
وأشار تقرير برلماني إلى أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا لمواصلة عمليات التجديد، بما في ذلك استبدال صواريخ SCALP التي تم إرسالها إلى أوكرانيا. وقد تم تخصيص مبلغ إجمالي قدره 2 مليار يورو لعام 2025 لدعم إعادة تخزين صواريخ SCALP-EG وAster وMICA، وذلك ضمن ميزانية أوسع تبلغ 16 مليار يورو تم تحديدها لتحسين المخزون الدفاعي بين عامي 2024 و2030.
في يوليو 2023، بدأت فرنسا في تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى SCALP لتعزيز قدرتها على استهداف الأهداف عالية القيمة على مسافات طويلة. تضمنت الشحنات الأولية حوالي 40 صاروخًا، تلتها دفعات إضافية شملت نحو عشرة صواريخ في كل دفعة، وفقًا لتقارير صدرت في نوفمبر 2024. ورغم أن العدد الإجمالي للصواريخ التي تم نقلها إلى أوكرانيا لم يُفصح عنه، إلا أن هذه الصواريخ استُخدمت في عدة عمليات، بما في ذلك الضربة التي استهدفت مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول، شبه جزيرة القرم، في سبتمبر 2023. وقد أسفرت الهجمة عن أضرار كبيرة، مع تقارير تشير إلى وقوع خسائر بين كبار الضباط البحريين الروس.
تم دمج صواريخ SCALP مع قاذفات Su-24 السوفيتية القديمة التابعة لأوكرانيا، مما أتاح تنفيذ ضربات دقيقة على البنية التحتية الروسية الرئيسية، بما في ذلك مراكز القيادة والعقد اللوجستية. وأسفرت هذه العمليات عن تعطيل الأنشطة العسكرية الروسية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتكاملت قدرة الصواريخ على تنفيذ ضربات بعيدة المدى ودقيقة ضد البنية التحتية الحيوية في الاستراتيجية الدفاعية الأوكرانية، مما كان له تأثير كبير على البيئة العملياتية.
تُكمل مساهمات فرنسا تلك التي تقدمها المملكة المتحدة، والتي زودت أوكرانيا بصواريخ Storm Shadow، وهي نسخة من نظام SCALP. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أولى شحنات صواريخ SCALP في يوليو 2023، مع تأكيد شحنات إضافية في نوفمبر 2024. وبينما تظل الأرقام الدقيقة سرية، أفادت تقارير في نوفمبر 2024 بالإعداد لدفعة إضافية تتضمن حوالي عشرة صواريخ SCALP لأوكرانيا. وعلى الرغم من اعتبار نشر هذه الصواريخ ميزة عملياتية، إلا أن ذلك أثار مخاوف من تصعيد محتمل، حيث أصدرت روسيا تحذيرات باتخاذ “إجراءات مضادة”.
تواصل فرنسا إنتاج صواريخ SCALP-EG بنشاط. ويستمر مصنع MBDA في بورج في العمل على تحديث منتصف العمر لمخزون صواريخ SCALP الخاص باليونان إلى جانب مشاريع الإنتاج الجديدة. وقد استُثمر مبلغ قدره مليار يورو على مدى خمس سنوات لتوسيع بنية الإنتاج عبر منشآت MBDA الأوروبية. على سبيل المثال، من المقرر مضاعفة معدل إنتاج صواريخ Mistral إلى 40 وحدة شهريًا بحلول عام 2025، مع تقليص فترات تسليم صواريخ Aster من 40 شهرًا إلى 24 شهرًا.
الصورة: Ukrainian Air Force
صاروخ SCALP/Storm Shadow هو صاروخ كروز جو-أرض تم تطويره عبر تعاون فرنسي-بريطاني من قبل شركتي Matra وBritish Aerospace، ويتم إنتاجه حاليًا بواسطة شركة MBDA. يتميز بتصميمه منخفض الرصد، مع مدى أقصى يصل إلى 550 كيلومترًا، ويستخدم أنظمة توجيه متعددة تشمل GPS، وINS، وTERPROM، والتوجيه بالأشعة تحت الحمراء. يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا من نوع BROACH بوزن 450 كيلوجرامًا، مصممًا لاختراق الهياكل المحصنة واستهداف أصول استراتيجية مثل مراكز القيادة والمطارات والبنية التحتية. دخل الصاروخ الخدمة في عام 2003، وتم استخدامه في نزاعات شملت العراق، ليبيا، سوريا، وأوكرانيا. وتضمنت النسخ التصديرية مثل Black Shaheen تعديلات للامتثال لقيود نظام MTCR (نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ). ويجري حاليًا تطوير بديل له تحت اسم Future Cruise/Anti-Ship Weapon بالتعاون بين فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا، مع قدرات مستقبلية للهجمات البرية ومهام مكافحة السفن، متوقع دخولها الخدمة بين 2028 و2034.
إلى جانب صواريخ SCALP-EG، تشمل استراتيجية فرنسا الأوسع لمخزون الصواريخ طلبيات إضافية لصواريخ METEOR جو-جو بعيدة المدى وصواريخ MICA جو-جو. كما يتم إنتاج ذخائر جو-أرض المعيارية (AASM)، بهدف الوصول إلى 1,200 وحدة بحلول عام 2025. وتشمل جهود التحديث الدفاعي الأخرى تحسين البنية التحتية للطيران، وتنفيذ معايير رافال F5، ونشر حواضن استطلاع متقدمة ومجموعات الإخلاء الطبي (Medevac).
ويبرز تخصيص 2 مليار يورو لتجديد مخزون الصواريخ في عام 2025 جهود فرنسا للحفاظ على جاهزيتها الدفاعية مع الوفاء بالتزاماتها تجاه الحلفاء. تأتي هذه التحركات كجزء من استراتيجية أوسع لتلبية الاحتياجات الفورية والانسجام مع أهداف الدفاع الأوروبي. ومن خلال قدرات إنتاج مستدامة ومخزونات موسعة، تسعى فرنسا إلى تعزيز استراتيجيتها الدفاعية وترسيخ دورها ضمن الأطر الدفاعية الدولية.