سوخوي سو-57: روسيا تعلن دمج تكنولوجيا الجيل السادس في الطائرة الشبحية سو-57

12 ديسمبر 2024 - 2:39 ص

الخليج إنسايت 11 ديسمبر 2024: كشف مسؤول رفيع المستوى في شركة الطائرات المتحدة (UAC)، الشركة الروسية المملوكة للدولة لتصنيع الطائرات، أن طائرة “سو-57” الشبحية من الجيل الخامس يتم تزويدها بتقنيات مقاتلات الجيل السادس.

وفي تصريح له خلال برنامج “القبول العسكري”، قال المدير العام لشركة UAC، فاديم باديخا، إن طائرة “سو-57″، وهي طائرة متعددة المهام تتمتع بتقنيات التخفي، تم تطويرها مع أخذ “آفاق تحديث تمتد لخمسين عامًا” في الاعتبار، وتم تزويدها بالفعل ببعض عناصر مقاتلات الجيل السادس.

وقال باديخا، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس: “عند إنشاء هذه المنصة، فكرنا في إمكانية تطويرها على مدى خمسين عامًا على الأقل. ولهذا السبب، وضع المصممون في الاعتبار منذ البداية إمكانية تطويرها وتعديلها وفقًا لمتطلبات العملاء ومتطلبات الزمن. نحن الآن ندمج عناصر من الجيل السادس في هذه الطائرة.”

ومع ذلك، لم يحدد المدير العام لـ UAC بالضبط تقنيات الجيل السادس التي تم دمجها في “سو-57”.

وفي تعليق حول هذه التصريحات، قال المارشال الجوي المتقاعد أنيل خوسلا لموقع EurAsian Times: “إذا كانت طائرة سو-57 قد دمجت بالفعل عناصر من تقنيات الجيل السادس، فمن المحتمل أن تكون هذه العناصر على شكل قدرات معيارية أو أساس لترقيات مستقبلية.”

وأشار خوسلا إلى بعض الميزات التي قد تكون تم دمجها في سو-57: “من بين العناصر المحتملة للجيل السادس قد تكون التخفي متعدد الطيف، والشبكات القتالية، والتعاون بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة (M-UMT)، أو طائرة الجناح الوفي (الجناح الطائر) التي تعمل جنبًا إلى جنب مع مقاتلة مأهولة، ودمج صواريخ فرط صوتية، وأسلحة الطاقة الموجهة (DEWs)، ومجموعة مستشعرات متكاملة، ومرونة في مواجهة الهجمات الإلكترونية.”

وتسعى روسيا منذ فترة لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل السادس. وفي وقت سابق من هذا العام، صرح يفغيني فيدوسوف، المدير العلمي لمعهد الأبحاث الحكومي لأنظمة الطيران (GosNIIAS)، أن روسيا وضعت نصب أعينها تطوير مقاتلة من الجيل السادس يمكن نشرها بحلول عام 2050.

وقال فيدوسوف: “نفكر حاليًا في مفهوم طائرة الجيل السادس، ونُجري أبحاثًا ونتبادل وجهات النظر مع المتخصصين العسكريين.”

يمثل مفهوم طائرة الجيل السادس حقبة جديدة من الحروب الجوية، والتي ستركز إلى حد كبير على تحسين قدرات وأداء القتال الجوي، بالإضافة إلى القدرة على اختراق الأجواء المحظورة لتحقيق التفوق الجوي.

تشهد العديد من برامج تطوير طائرات الجيل السادس تقدمًا حول العالم، مثل برنامج “الهيمنة الجوية من الجيل القادم” (NGAD) الأمريكي، وبرنامج “المقاتلة القتالية العالمية” (GCAP) الذي تقوده إيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، وبرنامج “نظام القتال الجوي المستقبلي” (FCAS) الخاص بفرنسا وألمانيا وإسبانيا، وبرنامج “بايدي” الصيني. في المقابل، لم تكشف روسيا بعد عن مفهوم طائرة مأهولة من الجيل السادس —على عكس منافسيها ونظرائها— مما يجعل تصريحات باديخا أكثر إثارة للاهتمام.

إضافة إلى ذلك، تُعد تصريحات رئيس شركة UAC ذات أهمية خاصة لأن العديد من المحللين الغربيين تساءلوا عما إذا كانت “سو-57” تستحق تصنيفها كمقاتلة من الجيل الخامس.

على سبيل المثال، يشير النقاد إلى عيوب في التصميم، لا سيما خصائص التخفي التي توصف بأنها غير كافية مقارنة بطائرات مثل “إف-35” الأمريكية. بل ذهب البعض إلى حد الادعاء أن “فيلون”، بدلاً من أن تكون مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، أشبه بمقاتلة متقدمة للغاية من الجيل الرابع.

لقطات حديثة مسربة تظهر تجريب محرك شبحي متطور ذو فوهة مسطحة للطائرة الروسية سو-57

مسار الطائرة الروسية سو-57 المليء بالتحديات

تأتي أنباء دمج تقنيات الجيل السادس المتطورة في طائرة سو-57 بينما تحاول روسيا تسويقها في سوق التصدير، ولكن دون نجاح يُذكر لغاية الآن.

واجهت الطائرة العديد من التحديات التي عرقلت بيعها خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك الحرب المطولة في أوكرانيا، والصعوبات المتعلقة بالإنتاج التي تفاقمت بسبب العقوبات الغربية الصارمة، إلى جانب الشكوك المستمرة حول كفاءتها.

يشير الخبراء أيضًا إلى الفترة الطويلة بين أول رحلة للطائرة في عام 2010 ودخولها الخدمة في عام 2020، وهو ما يبرز محدودية القدرات الصناعية التي أثرت سلبًا على برنامج الطائرة من الجيل الخامس.

من الجدير بالذكر أنه تم تصنيع أقل من 40 طائرة من طراز سو-57 في روسيا بعد 14 عامًا من أول رحلة للطائرة. وعلى النقيض تمامًا، قامت القوات الجوية الصينية بتصنيع وإدخال مئات الطائرات من طراز J-20 إلى الخدمة، بينما صنعت شركة لوكهيد مارتن أكثر من 1000 طائرة من طراز F-35 Lightning II لعملاء حول العالم.

حاليًا، تجد روسيا نفسها في موقف صعب مع تضرر قدراتها الإنتاجية بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على صناعتها. وقد أضرت تأخيرات الإنتاج بسمعة الطائرة، التي تتميز بوجود إلكترونيات طيران متطورة مثل أنظمة الحرب الإلكترونية، ونظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، ورادار المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا (AESA).

علاوة على ذلك، كان غياب الطائرة عن القتال في أوكرانيا لافتًا. فرغم نشرها في الحرب الدائرة، اقتصر دورها على القيام بدوريات دفاع جوي داخل الأجواء الروسية، على الرغم من كونها طائرة شبحية. وقد تردد أن إحدى طائرات سو-57 تعرضت للتدمير أو لأضرار بسبب ضربة صاروخية أوكرانية.

جميع هذه العوامل جعلت من الصعب جدًا على روسيا جذب المشترين لطائرتها من الجيل الخامس. وفي الشهر الماضي فقط، أعلنت شركة تصدير الأسلحة الروسية “روسوبورون إكسبورت” عن أول طلب تصدير للطائرة الشبحية، لكنها لم تكشف عن هوية المشتري. وتشير التكهنات إلى أن الجزائر قد تكون المشتري الأول، لكن البلاد لم تصدر أي مؤشر على إتمام الصفقة.

حتى إذا تمكنت الطائرة أخيرًا من دخول سوق التصدير، فإن مشاكلها لم تنتهِ بعد. حيث بدأ العديد من حلفاء وشركاء روسيا، الذين كانوا يعتمدون تاريخيًا على المعدات العسكرية الروسية، في البحث عن خيارات أخرى لتنويع أساطيلهم.

ظهر إحباط روسيا من عدم قدرتها على بيع طائرتها من الجيل الخامس بوضوح. فعلى سبيل المثال، قامت روسيا بتجديد عرضها لتزويد الهند بطائرات سو-57 الشبحية. ويتضمن العرض الأخير تحسينات في قدرات القتال وإلكترونيات الطيران والتخفي، بما في ذلك دمج صواريخ فرط صوتية. وقد خفضت روسيا سعر الطائرة، بل وأعربت عن استعدادها لقبول طريقة دفع خاصة بالروبية الهندية لجعل الصفقة أكثر جاذبية.

وفي تعليق على هذه الادعاءات، قال المارشال الجوي المتقاعد أنيل شوبرا لـ EurAsian Times: “تقنيات الجيل السادس لا تزال قيد التطوير، وجميع التقنيات الجديدة تستغرق وقتًا لتصبح ناضجة. لا نعرف بالضبط ما الذي قامت روسيا بدمجه في طائرة سو-57؛ قد يكون عنصرًا أو اثنين من ميزات الجيل السادس، أو ربما أكثر. حتى طائرات الجيل الخامس في عصرنا، بما في ذلك سو-57 الروسية وF-35 الأمريكية وJ-20 الصينية، لا تزال تتطور من حيث التكنولوجيا وتتلقى ترقيات جديدة. وإذا تم إدخال ميزات من الجيل السادس في سو-57، فستحتاج إلى وقت للتطور.”

وعند سؤاله عما إذا كانت هذه الادعاءات تهدف إلى جذب العملاء، أجاب شوبرا: “بالطبع، كل بائع لمنتج في العالم يفعل ذلك. روسيا حاليًا تعاني في الإنتاج ولم تدخل سوى عدد قليل جدًا من الطائرات إلى أسطولها الخاص، لذلك من المحتمل أنها تروج لتصدير الطائرة من خلال تقديم ادعاءات كبيرة. هذا لا يعني أنه لا يمكن دمج تقنيات جديدة في سو-57، ولكن إلى أي مدى يتم ذلك هو ما يصنع الفارق. نجاح هذه الادعاءات يعتمد على ما إذا كان أحد العملاء المستهدفين، مثل الهند، سيقتنع بها.”

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين، تعد روسيا الدولة الوحيدة التي تمتلك طائرة شبحية في الخدمة من الجيل الخامس. ونظرًا لأن الولايات المتحدة تفرض قيودًا على تصدير طائراتها من الجيل الخامس، والصين لم تروج لطائراتها الشبحية بشكل علني للتصدير، فإن سو-57 قد تكون خيارًا مناسبًا للدول التي تهتم بشراء طائرة من الجيل الخامس.